1. كيف تفسر تناقض شخصيتي أبونواس و أبو العلاء المعري اعتمادا على الاتجاه الفكري و الاخلاقي الذي سلكه كل واحد منهما و الذي انعكس على شعرهما؟
كان أبو العلاء المعري ينظر الى الدين على أنه ايمان و شرائع؛ فالايمان واحد للجميع و اما الشرائع فهي متعددة و يختلف فيها البشر. و كان متشائما في آرائه. فهو يرى الطبيعة البشرية فاسدة في أصلها، غير أنه يؤمن بالقيمة الذاتية و بالأخلاق و ما يمكن أن تفعله الأخلاق من اصلاح. و هو من اتباع المذهب الشامي، عاش بعد اعتزاله زاهدا في الدنيا، معرضا عن لذاتها لا يأكل لحم الحيوان و لا يلبس من الثياب إلا الخشن. (بتصرف)
أما أبو نواس فكان وطيد الايمان بالله؛ و لكن قليل الاهتمام بما شرع في الدين من عبادات و بما جاء فيه من أوامر و نواهي. و كان يتطلب اللذة المادية مع الاستهتار، فنظر إلى الحياة باستخفاف لأنها فرصة عابرة و لم يقم للناس و لا لقوانينهم الاجتماعية وزناً. و كان قليل الاهتمام بالشعوبية و لم يكن متعصبا للعرب على الفرس و لا لغير العرب على العرب. كان يفضل الحياة الحضرية و ترفها على الحياة البدوية و شظفها، و كان يهجو الاعراب و مستوى معيشتهم لا العرب و امجادهم. (بتصرف)
2. ما رأيك من موقف الجاحظ في مقدمة كتابه "الحيوان"؟ أي صفة من صفات الكتاب لها الأهمية الكبرى لديك؟ أي تعبير أعجبك و أثر فيك من كلام الجاحظ في مدح الكتاب؟
يسعى الجاحظ في كتابه لإقناع القارئ باهمية الكتاب وانه لامجال لانتقاده و اظهار عيوبه من دون علم و برهان يقبله العقل السليم. فكان مضمون الكتاب يمتاز بجمال العبارة و حسن الاسلوب. فهو سهل واضح فيه عذوبة وفكاهة واستطراد بلا ملل، وفيه نظر ثاقب وإيمان بالعقل لا يتزعزع؛ و الكاتب يكثر من الطباق و صيغة التفضيل و السجع؛ فوصف كتابه بوعاء مليء بالعلم و الذكاء و البراعة و كياسة اللسان و هو دائما الافضل في نظره. والصفة التي أعجبتني في الكتاب أنه يمزج بين المزح و الجد. و فيه من الطرائف و النوادر و غرائب القصص ما يجعله نعم الجليس و الأنيس في ساعة الوحدة و نعم المعرفة ببلاد الغربة؛ فشخّص الكتاب كأنه آدمي من لحم و دم، يُفرح و يُحزن، و يُهزل و يُجدّ، و يُؤنس و يُسلي. و التعبير الذي أعجبني في مقدمة كتاب الحيوان قوله: " أبين من سحبان وائل...و أعيا من باقل". اعتبر ذلك من أعلى درجات التفضيل. فالكاتب يفضّل كتابه على أشهر من ضُرِب فيهم المثل بالفصاحة و عيّ اللسان عند العرب. و اعتقد ان استخدام الكاتب لهذا الاسلوب له تأثير قوي لاجتذاب القارئ و اقناعه بأهمية ما يحتويه الكتاب من معلومات قيمة و مفيدة.
3. ما موضوع كتاب "طوق الحمامة" لابن حزم الكبير؟ هل يمكن اعتباره كتابا علميا بالاضافة إلى وصفه كتابا أدبيا؟
يحتوي الكتاب على ثلاثين بابا تتعلق بموضوع الحب جمع فيها الكاتب بين الأدب و العلم ففيه نظرة متعمقة في النفس الإنسانية و الحياة الإجتماعية و شعر متين جزل يغلب فيه المعنى على اللفظ. و اعتبره كتابا علميا لأنه يحتوي على مواضيع مرتبطة بعلم النفس و وصف السلوك البشرية فهو يصف الحب و يذكر أغراضه و آفاته و علاته و مره و سره مستشهدا بقصص العشاق و أحاديث المودة.
4. هل تجد ظل و طعم شعر مجنون ليلى عند ابن زيدون؟
نعم؛ فلم يكن في غزل ابن زيدون وصفا فاحشا لمفاتن المحبوبة بل كان هناك عفة و طهر في التعبير عن الحب المثالي و لم يكن التعبير مباشرا. فقد استعمل بعض الكلمات المستمدة من جمال الطبيعة ليصف بها جمال محبوبته كـ"وجه الأرض" و "النسيم" و "الروض" و غيرها. و هذا يشابه الغزل العذري الذي اتصف به شعر مجنون ليلى.
المصادر:
- كتاب النصوص، صفحة 57-58، 64-65، 82، 87، 109.
- جريدة الصباح الجديد. كتاب طوق الحمامة في الالفة والالاف لابن حزم للكاتب حسن عبد النبي، من
http://www.newsabah.com/paper.php?name=News& file=article&sid=6174
- اسلام أون لاين. الجاحظ العقل أولا للكاتب منير عتيبة. من
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mashaheer-1.asp