حكاية الدب و انعكاس قصده الجميل لحمقه
فصل في التحذير من صحبة الأحمق من منظومة عشرة الاخوان لتوفيق الصائغ
روى ألو الأخبار...عن رجل سيار...أبصر في صحراء...فسيحة الأرجاء...دبا عظيما موثقا...في سرحة معلقة...يعوي عواء الكلب...من شدة و كرب...فأدركته الشفقة...عليه حتى أطلقه...و حله من قيده...لأمنه من كيده...و نام تحت الشجرة...منام من قد أضجره...طول الطريق و السفر...فنام من فرط الضجر.
فجاء ذاك الدب... عن وجهه يدب...فقال هذا الخل...جفاه لا يحل...أنقذني من أسري...وفك قيد عسري...فحقه أن أرصده...من كل سوء قصده.
فأقبلت ذبابة...ترن كالربابة...فوقعت لحيله...على شفار عينه...فجاش غيظ الدب...وقال لا و رب...لا أدع الذباب...يسيمه عذابا...فأسرع الدبيب...لصخرة قريبة...فقلها و أقبل...يسعى اليه عجلا...حتى اذا حاذاه...صك بها محذاه...ليقتل الذبابة...قتلا بلا ارابة...فرض منه الرأس...و فرق الأضراس...و أهلك الخليل...بفعله الجميل.
فهذه الرواية...تنهى عن الغواية...في طلب الصداقة...عند أولي الحماقة...اذ كان فعل الدب ...هذا لفرط الحب...و جاء في الصحيح...نقلا عن المسيح...عالجت كل أكمه و أبرص مشوه لكنني لم أطق قط علاج الأحمق