في صيف عام 2000، ذهب ماجد الى المكتب الساعة الخامسة بعد الظهر من يوم الجمعة و رأى عددا من العمال يتهيأون للعمل..فسألهم الى اين ذاهبون؟؟ رد أحدهم بأنهم على موعد للذهاب الى المزرعة لتصليح السياج اللذي خربته السيول و ظروف الجو القاسية على مدى السنوات الماضية. فقرر ماجد مرافقتهم ..
و في المزرعة، بدأ العمال باعداد خلطة الاسمنت و توفير المياه اللازمة. و اركزوا العواميد و شيدوا السياج و استمروا في العمل حتى قبل موعد أذان المغرب بدقائق معدودة..توقفوا عن العمل للاستعداد للصلاة و لأخذ قسط من الراحة. و بعد أداء الصلاة..قام ماجد و أخذ يراقب المارة في شارع وادي السمر بالمنظار من على الجبل..فرأى المزارع عليان يقود سيارته و هو على ما يبدوا في طريقه الى بيته..و قد كان وجههه شاحبا و يرتدي أزارا مخططا أكل الدهر عليه و شرب و يبدو أنه متعب من كثرة الحش و البقلة في مزرعته الصغيرة. و بعد دقائق معدودة، باشر العمال تشييد الجزء المتبقي من السياج و استمروا بضع ساعات حتى اتموا بناءه كاملا.
و في صباح يوم الاحد، ذهب احد العمال الي المزرعة لربط ما تبقى من السياج و وضع اللمسات الاخيرة و لكنه ادرك عند وصوله المزرعة انها تعرضت للسرقة و أن احدهم قام بتدمير السياج اللذي تم بناءه في وقت ليس بالبعيد. قام العامل بابلاغ ارباب العمل و اللذي قام بدوره بالتحري لمعرفة الجناة و اللصوص اللذين سنحت لهم انفسهم بالتعدي على حقوق الغير. و بعد مدة قصيرة اتضح ان اللص اللذي ارتكب هذه الجريمة النكراء يدعى ابرهة الاشرم. العجوز السكير، نابش المقابر، رأس الشر و عموده الفقري..فهو من قام بالتحريض و زرع الشقاق للكسب من وراء هؤلاء الشرذمة بطرق قذرة و غير شرعية. فهو شخص يضر و لاينفع، يحمل سمات الحقد و الحسد و العداء للغير. ان ما قام به هو عمل جبان لاينم من شخص عاقل يتسم بالرجولة و حسن الخلق و انما من شخص حاقد يبطن سمات الغدر و الخيانة للأرض و الوطن.
و ردا على هذا العمل الجبان، قام ارباب العمل و بكل اصرار و تحدي بتشييد السياج مرة اخرى و قام بزيادة المساحة 50 مترا الى جهة الغرب و لم يجرأ الجبناء على فعل شيء من تلك اللحظة. مرت الايام و الشهور و هم يقومون بحملات تحريض لازالة السياج و لكن كل محاولاتهم الارهابية باءت بالفشل. تم زراعة المزرعة بانواع كثيرة من النخيل ذات الجودة العالية و الخضار و الفاكهة و العديد من اشجار الزينة التي يتم تصديرها الى المناطق الاخرى و الجبناء ينظرون لكل هذا و يملأهم شعور الذل و القهر. الله سبحانه و تعالى لاينسى عباده فالظالمون يعذبهم في الدنيا و الاخرة و كل من سار على منهجهم المنحرف.